عبد العظيم "لمصر الان":الطاقة البديلة الحل للحفاظ علي الكوكب
لا أحد ينكر أن الطاقة الكهربائية باتت ضرورية لحياة الإنسان ورفاهيته، حيث لا غنى عنها في شتى مناحي الحياة، مما تسبب في استخدام الوقود الأحفوري بشتى أنواعه لتلبية الاحتياجات الكافية من الطاقة الكهربائية، غير أن ذلك أضر البيئة المحيطة نتيجة الاستخدام المفرط للوقود الأحفوري مما زاد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتناقش قمة المناخ التي تلملم أورقها في ساعات إنعقادها الاخير آليات الحفاظ علي الكوكب من خلال توصيات زعماء ألعالم اللذين أشادوا بنجاح إنعقاد قمة المناخ في مدينة شرم الشيخ .
حوار "لمصر الان"مع الدكتورة أميره عبد العظيم إستاذ القانون الدولي بجامعة الازهر كشف أنه
ما حدا بالبحث عن وسيلة نظيفة لتوفير الطاقة، فاتجهت دول العالم نحو الطاقة البديلة المتجددة من الخلايا الشمسية، وتوربينات الرياح وطاقة المياه والوقود الأخضر، ولا فته الي أن الطاقة البديلة من المميزات ما لا يوجد في غيرها من مصادر الطاقة
فهى تعد موردا متجددا يتميز بالاستمرار والثبات، فالشمس سوف تشرق لمليارات السنوات بإذن الله، كما أن المياه والرياح سوف تستمر في توفير مصدر ثابت للطاقة، فضلا عن أن مصادر الطاقة المتجددة صديقة للبيئة لأنها لا تلوثها بثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات السامة التي ينتجها الوقود الأحفوري، كما أنها لا تستنفد الموارد الطبيعية إذ يمكن الحفاظ عليها لفترة طويلة.
وبسؤالها عن المعوقات أجابت إستاذه القانون الدولي أن هناك معوقات كبرى تحول دون انتشار استخدامها على نطاق واسع ، وأهم هذه المعوقات تتمثل في تخزين الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة حيث تحتاج إلى معدات تخزين باهظة الثمن، وعلى الرغم من وجود بعض تقنيات التخزين للطاقة المتجددة، إلا أن استخدامها لا يزال في إطار محدود، إما لعدم فاعليتها، أو لارتفاع تكاليفها.
وماهو التحدي الاكبر ؟
أكدت الدكتورة أميرة أن التحدي الأكبر لاستخدام الطاقة البديلة يتمثل في أن محطات الطاقة المتجددة تحتاج إلى مساحات واسعة، إذ تتطلب استخدام أكثر من 400,000 متر مربع لإنتاج نحو 20 ميجا واط من الطاقة باستخدام تقنيات توليد الطاقة الشمسية الراهنة.
لذا يرى المتخصصون في هذا المجال أن استخدام الطاقة البديلة قد يكون خيارا غير مجد اقتصاديًا دائمًا، فكثيرا ما تكون تكلفة توليد كميات كافية من الطاقة الكهربائية تزيد أو تتساوى مع إنشاء شبكات توزيع تلك الطاقة، بخلاف التكاليف الباهظة لإجراء الأبحاث وتطويرها وتصنيع المكونات اللازمة لإتمام العملية بنجاح، بينما عملية استخراج الوقود الأحفوري أقل تكلفة لأن جميع أدوات التصنيع موجودة بالفعل.
وأشارت الي أنه لا تتوافر كثافة الطاقة الشمسية أو المياه والرياح في جميع المناطق، مما يتطلب إنشاء المزيد من مرافق البنية التحتية لنقل الطاقة ، بالإضافة إلى تعرض مصادر الطاقة المتجددة لتقلبات الطقس وتغير الظروف المناخية، فالأمطار الوفيرة أو الرياح البطيئة تقلل من إنتاج تلك الطاقة.
وأوضحت عبد العظيم انه يثار التساؤل هل يسمح وضع الدول بالتحول الكامل لاستخدام الطاقة المتجددة في وقت قريب؟؟
الإجابة على هذا التساؤل تتوقف على مدى التزام الدول الكبرى بتعهداتها تجاه الدول النامية لتوفير الدعم الكافي للدول النامية التي تمكنها من تهيئة البنية التحتية لإنتاج الطاقة من المصادر المتجددة.
فبالرغم من أن الدول الغنية تقف وراء ما يقرب من 80% من الانبعاثات، فإن الدول النامية تدفع نصيبها من الثمن مثل الدول المتقدمة أو ربما يزيد، فالتغيرات المناخية لا تفرق بينهما، ولذا يلزم على الدول الصناعية أن تلتزم بتعهداتها السابقة بتقديم 100 مليار دولار مساعدة للدول النامية والفقيرة لتتخطى تأثيرات التغيرات المناخية، مع مراعاة عدالة التوزيع بينهم.
وقالت أن قمة المناخ (COP 27) والمنعقدة في مدينة شرم الشيخ المصرية تعد فرصة مواتية لمناقشة وطرح البدائل التي تحقق وفاء الدول المسؤولة بتعهداتها السابقة بتقديم الدعم للدول الفقيرة ومساعدتها في التكيف والتخفيف من تأثيرات التغيرات المناخية.
ونستعرض بعض من صور الطاقة البديلة والتحديات التي تقابلها ومنها :
—إنتاج وقود سائل من الغاز الطبيعي
إن الغاز الطبيعي أنظف وأكثر وفرة من النفط. وثمة طرق جديدة لتحويل الغاز إلى شكل سائل، وعلى الرغم من ضخامة المخزون العالمي من الغاز الطبيعي فإن العديد من المكامن تتموضع في أماكن تواجده والتي تبعد عن السكان المحتاجين إلى الطاقة، إضافة إلى أن نقل الغاز إلى مسافات بعيدة يكون مكلفا لدرجة تحول دون تحقيق هذا الأمر، فتكلفة نقل الغاز الطبيعي عبر الأنابيب تبلغ أربعة أضعاف تكلفة نقل النفط الخام بسبب الانخفاض الشديد لكثافة طاقة الغاز ويمكن تبريد ما يمكن تسميته بالغاز الشارد وضغطه لتحويله إلى سائل ومن ثم شحنه بناقلات الغاز.
و قالت أنه من دواعي الأسف، ولكون المصانع المطلوبة لعملية التحويل ضخمة ومعقدة وبسبب صعوبة التعامل مع الغاز الطبيعي المسال فإن الطلب عليه محدود نوعا ما .
ولكن ماذا لو توافرت طريقة رخيصة لتحويل الغاز الطبيعي إلى شكل يبقى معه سائلا في درجة الحرارة والضغط العاديين؟ إن تحقيق ذلك سيسمح بنقل الطاقة إلى الأسواق عبر الأنابيب بصورة غير مكلفة، والعديد من الدول الآن تتفاوض مع شركات بتروكيميائية لبناء مصانع لتحويل الغازولاستثمار المزيد من الحقول المغمورة.
-وإنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية.
يعد ضوء الشمس أحد أكثر مصادر الطاقة المستدامة وفرةً واستخدامًا، فالخلايا الشمسية يمكن أن توضع على أسطح المنازل والمباني الحكومية أو حتى على شكل صفيفات كبيرة في الصحراء إلّا أنّ كمية الطاقة الكهربائية المتولّدة من الطاقة الشمسية قد تختلف على حسب الوقت من اليوم وفصول السنة، وعلى حسب الموقع الجغرافي للمنطقة.